قال تعالي : { وَاَللَّه لا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ }
و
قال ايضا سبحانه : { وَاَللَّه لا يَهْدِي الْقَوْم الْفَاسِقِينَ }
الظالمون : أَهْل الْكُفْر وَهُمْ الَّذِينَ بَدَّلُوا الْحَقّ إِلَى الْبَاطِل , فَاخْتَارُوا الْكُفْر عَلَى الإِيمَان
و مَعْنَى الظُّلْم : وَضْع الشَّيْء فِي غَيْر مَوْضِعه بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته .
الفاسقون :هم الْخَارِجِونَ عَنْ طَاعَة الله تعالى وَفِي مَعْصِيَته
فَسَقَ يَفْسِق وَيَفْسُق إِذَا خَرَجَ مِنْ الطَّاعَة إِلَى الْمَعْصِيَة , وَاَللَّه أَعْلَم
وإليكم بعض التفاسير:
في قَوْله تعالى : { وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ } يَقُول : وَاَللَّه لا يَهْدِي إلَى حُجَّة
يَدْحَضُونَ بِهَا حُجَّة أَهْل الْحَقّ عِنْد الْمُحَاجَّة وَالْمُخَاصَمَة , لأَنَّ أَهْل الْبَاطِل حُجَجهمْ
دَاحِضَة . وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ مَعْنَى الظُّلْم : وَضْع الشَّيْء فِي غَيْر مَوْضِعه , وَالْكَافِر : وَضَعَ
جُحُوده مَا جَحَدَ فِي غَيْر مَوْضِعه , فَهُوَ بِذَلِك مِنْ فَعَلَهُ ظَالِمًا لِنَفْسِهِ .
وفِي ذَلِك قَالَ ابْن إسْحَاق . 4590 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة ,
قَالَ : ثني مُحَمَّد بْن إسْحَاق : { وَاَللَّه لا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ } أَيْ لا يَهْدِيهِمْ فِي
الْحُجَّة عِنْد الْخُصُومَة لِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الضَّلالَة .
{ وَاَللَّه لا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ } : وَاَللَّه لا يُوَفِّق لِلْحَقِّ وَالصَّوَاب الْجَمَاعَة الظَّلَمَة ,
وَهُمْ الَّذِينَ بَدَّلُوا الْحَقّ إِلَى الْبَاطِل , فَاخْتَارُوا الْكُفْر عَلَى الإِيمَان . وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا
مَضَى قَبْل عَلَى مَعْنَى الظُّلْم , وَأَنَّهُ وَضْع الشَّيْء فِي غَيْر مَوْضِعه بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته .
اما في قوله تعالى {وَاَللَّه لا يَهْدِي الْقَوْم الْفَاسِقِينَ } يَقُول : وَاَللَّه لا يُوَفِّق لِلْخَيْرِ
الْخَارِجِينَ عَنْ طَاعَته وَفِي مَعْصِيَته ، أَيْ الْخَارِجِينَ عَنْ طَاعَته وَمُتَابَعَة شَرِيعَته